فصل: فصل في تفصيل أسماء الأرضين وصفاتها في الاتساع، والاستواء، والبعد، والغلظ، والصلابة، والسهولة، والخزونة، والارتفاع، والانخفاض، وغير ذلك:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في تفصيل أسماء الأرضين وصفاتها في الاتساع، والاستواء، والبعد، والغلظ، والصلابة، والسهولة، والخزونة، والارتفاع، والانخفاض، وغير ذلك:

قال النويري:
قال الثعالبي: في كتابه المترجم بفقه اللغة وأسنده إلى أئمة اللغة:
إذا اتسعت الأرض ولم يتخللها شجر أو خمر، فهي الفضاء والبراز والبراح؛ ثم الصحراء والعراء، ثم الرهاء والجهراء.
فإذا كانت مستوية مع الاتساع، فهي الخبت والجدد؛ ثم الصحصح والصردح؛ ثم القاع والقرقر؛ ثم القرق والصفصف.
فإذا كانت مع الاستواء والاتساع بعيدة الأكناف والأطراف؛ فهي السهب والخرق، ثم السبسب والسملق والملق.
فإذا كانت مع الاتساع والاستواء والبعد لا ماء فيها، فهي الفلاة والمهمه؛ ثم التنوفة والفيفاء؛ ثم النفنف والصرماء.
فإذا كانت مع هذه الصفات لا يهتدى فيها لطريق، فهي اليهماء والغطشاء.
فإذا كانت تضل سالكها، فهي المضلة والمتيهة.
فإذا لم يكن بها أعلام ولا معلم، فهي المجهل والهوجل.
فإذا لم يكن بها أثر، فهي الغفل.
فإذا كانت قفراء، فهي القي.
فإذا كانت تبيد سالكها، فهي البيداء والمفازة كناية عنها.
فإذا لم يكن فيها شيء من النبت، فهي المرت والمليع.
فإذا لم يكن فيها شيء، فهي المروراة والسبروت والبلقع.
فإذا كانت الأرض غليظة صلبة، فهي الجبوب، ثم الجلد، ثم العزاز، ثم الصيداء، ثم الجدجد.
فإذا كانت صلبة يابسة من غير حصى، فهي الكلد، ثم الجعجاع.
فإذا كانت غليظة ذات حجارة ورمل، فهي البرقة والأبرق، فإذا كانت ذات حصى، فهي المحصاة والمحصبة.
فإذا كثيرة الحصى، فهي الأنعز والمعزاء.
فإذا اشتملت عليها كلها حجارة سود، فهي الحرة واللابة.
فإذا كانت الأرض مطمئنة، فهي الجوب والغائط؛ ثم الهجل والهضم.
فإذا كانت مرتفعة، فهي النجد والنشز.
فإذا جمعت الأرض والارتفاع والصلابة والغلظ، فهي المتن والصمد، ثم القف والفدفد والقردد فإذا كان ارتفاعها مع اتساع، فهي اليفاع.
فإذا كان طولها في السماء مثل البيت، وعرض ظهرها نحو عشرة أذرع، فهي التل؛ وأطول وأعرض منها الربوة والرابية؛ ثم الأكمة؛ ثم الزبية؛ وهي التي لا يعلوها الماء وبها ضرب المثل في قولهم: بلغ السيل الزبى؛ ثم النجوة، وهي المكان الذي تظن أنه نجاؤك؛ ثم الصمان، وهي الأرض الغليظة دون الجبل.
فإذا ارتفعت عن موضع السيل وانحدرت عن غلظ الجبل، فهي الخيف.
فإذا كانت الأرض لينة سهلة من غير رمل، فهي الرقاق والبرث، ثم الميثاء والدمثة.
فإذا كانت طيبة التربة كريمة المنبت بعيدة عن الأحساء والنزور، فهي العذاة.
فإذا كانت مخيلة للنبت والخير فهي الأريضة.
فإذا كانت ظاهرة لا شجر فيها ولا شيء يختلط بها، فهي القراح والقرواح.
فإذا كانت مهيأة للزراعة، فهي الحقل والمشارة والدبرة.
فإذا لم تهيأ للزراعة، فهي بور.
فإذا لم يصبها المطر، فهي الفل والجرز.
فإذا كانت غير ممطورة وهي بين أرضين ممطورتين، فهي الخطيطة.
فإذا كانت ذات ندي ووخامة، فهي الغمقة.
فإذا كانت ذات سباخ، فهي السبخة.
فإذا كانت ذات وباء، فهي الوبئة والوبيئة.
فإذا كانت كثيرة الشجر، فهي الشجراء والشجرة.
فإذا كانت ذات حيات، فهي المحواة.
فإذا كانت ذات سباع أو ذئاب، فهي المسبعة والمذأبة.
تفصيل أسماء التراب وصفاته قال الثعالبي رحمه الله تعالى الصعيد، تراب وجه الأرض.
والبوغاء، والدقعاء، التراب الرخو الرقيق الذي كأنه ذريرة.
والثرى، التراب الندي: وهو كل تراب لا يصير طينًا لازبًا إذا بل.
المور، التراب الذي تطيره الريح فتراه على وجوه الناس وجلودهم وثيابهم يلتزق لزوقًا.
والهابي، الذي دق وارتفع.
السافياء، التراب الذي يذهب في الأرض مع الريح.
النبيثة، التراب الذي يخرج من البئر عند حفرها.
الراهطاء والداماء، التراب الذي يخرجه اليربوع من حجره ويجمعه.
الجرثومة، التراب الذي يجمعه النمل عند قريته.
العفاء، التراب الذي يعفي الآثار. وكذلك العفر.
السماد، التراب الذي يسمد به النبات. فإذا كان مع السرقين، فهو الدمال.
تفصيل أسماء الغبار وأوصافه النقع والعكوب، الغبار الذي يثور من حوافر الخيل وأخفاف الإبل.
العجاج، الغبار الذي تثيره الريح.
الرهج والقسطل، غبار الحرب.
الخيضعة، غبار المعركة.
العثير، غبار الأقدام.
المنين ما تقطع منه.
تفصيل أسماء الطين وأوصافه قال: إذا كان الطين حر يابسًا، فهو الصلصال.
فإذا مطبوخًا، فهو الفخار.
فإذا كان علكًا لاصقًا، فهو اللازب.
فإذا غيره الماء وأفسده، فهو الحمأ.
وقد نطق القرآن بهذه الأسماء الأربعة.
فإذا كان رطبًا، فهو الثأطة والثرمطة والطثرة.
فإذا كان رقيقًا فهو الرداغ.
فإذا كان ترتطم فيه الدواب، فهو الوحل. وأشد منه الردغة والرزغة. وأشد منها الورطة تقع فيها الغنم فلا تقدر على التخلص منها؛ ثم صارت مثلًا لكل شدة يقع فيها الإنسان.
فإذا كان حرًا طيبًا علكًا وفيه خضرا، فهو الغضراء.
فإذا كان مخلوطا بالتبن، فهو السياع.
فإذا جعل بين اللبن، فهو الملاط.
تفصيل أسماء الرمال قال: العداب، ما استرق من الرمل.
الحبل، ما استطال منه.
اللبب، ما انحدر منه.
الحقف، ما اعوج منه.
الدعص، ما استدار منه.
العقدة، ما تعقد منه.
السقط، ما جعل يتقطع ويتصل منه.
النهبورة، ما أشرف منه.
التيهور، ما اطمأن منه.
الشقيقة، ما انقطع وغلظ منه.
الكثيب والنقا، ما احدودب وانهال منه.
العاقر، مالا ينبت شيئًا منه.
الهدملة، ما كثر شجره منه.
الأوعس، ما سهل ولان منه.
الرغام، ما لا منه. وليس هو الذي يسيل من اليد.
الهيام، ما لا يتمالك أن يمسك باليد منه للينه.
الدكداك، ما التبد بالأرض منه.
العانك، ما تعقد منه حتى لا يقدر البعير على المسير فيه.
ترتيب كمية الرمل. قال الثعالبي: الكثير يقال له العقنقل.
فإذا نقص، فهو كثير.
فإذا نقص، فهو عوكل.
فإذا تقص عنه، فهو سقط.
فإذا نقص عنه فهو عداب.
فإذا نقص، فهو لبب.
وقال في كتابه الغريب: إذا كانت الرملة مجتمعة، فهي العوكلة.
فإذا انبسطت وطالت، فهي الكثيب.
فإذا انتقل الكثيب من موضع إلى آخر بالرياح وبقي منه شيء رقيق، فهو اللبب.
فإذا نقص فهو العداب. اهـ.

.قال في البحر المديد:

اعلم أن الروح القائمة بهذا الآدمي هي قطعة من الروح الأعظم التي هي المعاني القائمة بالأواني، وهي آدم الأكبر والأب الآدم، وفي ذلك يقول ابن الفارض:
وإنِّي وإنْ كنتُ ابن آدمَ صُورةً ** فلِي فِيه مَعْنىً شاهدٌ بأُبوَّتِي

فلمّا أراد الحق تعالى أن يستخلف هذا الروح في هذه البشرية لتدبرها وتصرفها فيما أريد منها، قالت الملائكة بلسان حالها: كيف تجعل فيها من يفسد فيها بالميل إلى الحظوظ والشهوات، ويسفك الدماء بالغضب والحميات، ونحن نسبحك وننزهك عما لا يليق بك؟ رأت الملائكة ما يصدر من بعض الأرواح من الميل إلى الحضيض الأسفل، ولم تر ما يصدر في بعضها من التصفية والترقية، فقال لهم الحق تعالى: {إني أعلم ما لا تعلمون}؛ فإن منها من تعرج إلى عرش الحضرة، وتعبدني بالفكرة والنظرة، وتستولي على الوجود بأسره، وتنكشف لها عند ذلك أسرار الذات وأنوار الصفات وأسماء المسميات.
فيقول الحق تعالى للملائكة: هل فيكم من كشف له عن هذا السر المكنون، والاسم المصون، فقالوا: {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا} من علم الصفات دون أسرار الذات {إنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} يقول الحق تعالى لروح العارف التي نفذت إلى بحر وحدة الذات وتيار الصفات: أنبئهم بما غاب عنهم من أسرار الجبروت، وأسماء الملكوت، فلما أعلمهم بما كوشف له من الأسرار، وانفق له من الأنوار، أقروا بشرف الآدمي، وسجدوا لطلعة آدم عليه السلام فقال الحق لهم: {أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}؟ أي: ما غاب في سماء الأرواح من الأسرار وفي أرض النفوس من الأنوار، وأعلم ما تظهرونه من الانقياد، وما تكتمونه من الاعتقاد، والله تعالى أعلم. اهـ.

.قال في روح البيان:

وفي التأويلات النجمية: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ للملائكة إِنِّي جَاعِلٌ في الأرض خَلِيفَةً} إنما قال جاعل وما قال خالق لمعنيين:
أحدهما: أن الجاعلية أعم من الخالقية فإن الجاعلية هي الخالقية وشيء آخر وهو أن يخلقه موصوفًا بصفة الخلافة إذ ليس لكل أحد هذا الاختصاص كما قال تعالى: {يا دَاوُادُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً في الأرْضِ} [ص: 26] أي: خلقناك مستعدًا للخلافة فأعطيناكها.
أحدهما: أن الجاعلية أعم من الخالقية فإن الجاعلية هي الخالقية وشيء آخر وهو أن يخلقه موصوفًا بصفة الخلافة إذ ليس لكل أحد هذا الاختصاص كما قال تعالى: {يا دَاوُادُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً في الأرْضِ} [ص: 26] أي: خلقناك مستعدًا للخلافة فأعطيناكها.
والثاني: أن للجعلية اختصاصًا بعالم الأمور وهو للملكوت وهو ضد عالم الخلق لأنه هو عالم الأجسام والمحسوسات كما قال تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالامْرُ} [الأعراف: 54] أي: الملك والملكوت فإنه تعالى حيث ذكر ما هو مخصوص بعالم الأمر ذكره بالجعلية لامتياز الأمر عن الخلق كما قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام: 1] فالسموات والأرض لما كانتا من الأجسام المحسوسات ذكرهما بالخلقية والظلمات والنور لما كانتا من الملكوتيات غير المحسوسات ذكرهما بالجعلية وإنما قلنا الظلمات والنور من الملكوتيات لقوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257] فيفيد أنها من الملكوتيات لا من المحسوسات وأما الظلمات والنور التي من المحسوسات فإنها داخلة في السموات والأرض فافهم جدًا فكذلك لما أخبر الله تعالى عن آدم بما يتعلق بجسمانيته ذكره بالخلقية كما قال: {إِنِّى خَالِقُا بَشَرًا مِّن طِينٍ} [ص: 71] ولما أخبر عما يتعلق بروحانيته ذكره بالجعلية وقال: {إِنِّي جَاعِلٌ في الأرض خَلِيفَةً} وفي إني جاعل إشارة أخرى وهو إظهار عزة آدم عليه السلام على الملائكة لينظروا إليه بنظر التعظيم ولا ينكروا عليه بما يظهر منه ومن أولاده من أوصاف البشرية فإنه تعالى يقول ولذلك خلقهم وسماه خليفة وما شرف شيء من الموجودات بهذه الخلقة والكرامة وإنما سمي خليفة لمعنيين:
أحدهما: أنه يخلف عن جميع المخلوقات ولا يخلفه المكونات بأسرها وذلك لأن الله جمع فيه ما في العوالم كلها من الروحانيات والجسمانيات والسماويات والأرضيات والدنيويات والأخرويات والجماديات والنباتيات والحيوانيات والملكوتيات فهو بالحقيقة خليفة كل وأكرمه باختصاص كرامة ونفخت فيه من روحي وما أكرم بها أحدًا من العالمين وأشار إلى هذا المعنى بقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ} [الإسراء: 70] فلهذا الاختصاص ما صلح الموجودات كلها أن تكون خليفة لآدم ولا للحق تعالى.
والثاني: أنه يخلف وينوب عن الله صورة ومعنى أما صورة فوجوده في الظاهر يخلف عن وجود الحق في الحقيقة لأن وجود الإنسان يدل على وجود موجده كالبناء يدل على وجود الباني ويخلف وحدانية الإنسان عن وحدانية الحق وذاته عن ذاته وصفاته عن صفاته فيخلف حياته عن حياته وقدرته عن قدرته وإرادته عن إرادته وسمعه عن سمعه وبصره عن بصره وكلامه عن كلامه وعلمه عن علمه ولإمكانية روحه عن لا مكانيته ولا جهتيته عن لا جهتيته فافهم إن شاء الله تعالى وليس لنوع من المخلوقات أن يخلف عنه كما يخلف آدم وإن كان فيهم بعض هذه لأنه لا يجتمع صفات الحق في أحد كما يجتمع في الإنسان ولا يتجلى صفة من صفاته لشيء كما يتجلى لمرآة قلب الإنسان صفاته وأما الحيوانات فإنها وإن كان لها بعض هذه الصفات ولكن ليس لها علم بوجود موجدها وأما الملائكة فإنهم وإن كانوا عالمين بوجود موجدهم ولكن لا يبلغ حد علمهم إلى أن يعرفوا أنفسهم بجميع صفاتها ولا الحق بجميع صفاته ولذا قالوا: {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا} وكان الإنسان مخصوصًا بمعرفة نفسه بالخلافة وبمعرفة جميع أسماء الله تعالى وأما معنى فليس في العالم مصباح يستضيء بنار نور الله فيظهر أنوار صفاته في الأرض خلافة عنه إلا مصباح الإنسان فإنه مستعد لقبول فيض نور الله لأنه أعطى مصباح السر في زجاجة القلب والزجاجة في مشكاة الجسد وفي زجاجة القلب زيت الروح يكاد زيتها يضيء من صفات العقل ولو لم تمسسه نار النور وفي مصباح السر فتيلة الخفاء فإذا أراد الله أن يجعل في الأرض خليفة يتجلى بنور جماله لمصباح السر الإنساني فيهدي لنوره فتيلة خفاء من يشاء فيستنير مصباحه بنار نور الله فهو على نور من ربه فيكون خيلفة الله في أرضه فيظهر أنوار صفاته في هذا العالم بالعدل والإحسان والرأفة والرحمة لمستحقيها وبالعزة والقهر والغضب والانتقام لمستحقيها كما قال تعالى: {يا دَاوُادُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً في الأرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26] وقال لحبيبه عليه السلام: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128] وقال في حقه وحق المؤمنين: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّه وَالَّذِينَ مَعَه أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}. اهـ.